في وقاية
النفس والأهل من النار
الحمد لله رب العالمين، أمر بالزواج لقضاء الوطر، وانتشار البشر، فقال
سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا
زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي
تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النساء: 1]، وأشهد أن لا
إله إلا الله، وحده لا شريك له، وكفى بالله حسيبًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
أرسله مبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى،
واتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة، أعدت للكافرين ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ
وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ
مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]. إنكم مكلفون بوقاية أنفسكم من هذه
النار، وبوقاية من ولاكم الله عليهم من أهليكم من أولادكم وأزواجكم، وكل من يسكن
في بيوتكم، فإنكم مكلفون بوقايتهم بعد وقاية أنفسكم من هذه النار التي لابد من
ورودها ﴿وَإِن مِّنكُمۡ
إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا﴾ [مريم: 71]، ولا ينجو منها
إلا أهل التقوى ﴿ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ
ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا﴾ [مريم: 72].
عباد الله: إن مهمة الأولاد مهمة عظيمة، ومسؤولية كبيرة، ومن ثم كانت من دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: الدعاء بصلاح ذرياتهم، والدعاء لهم مع الدعاء لأنفسهم، فهذا خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد