في الابتلاء
والامتحان
الحمد لله رب العالمين، حذرنا من شرور الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأشهد
أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، لا يخفى عليه شيء بل يعلم السر والعلن،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمرنا عند ظهور الفتن باتباع الكتاب والسنن، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى: قال الله
سبحانه وتعالى: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ
وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]، نبلوكم، أي نختبركم؛ ليظهر
الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، كما قال سبحانه وتعالى:
﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ
أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ﴾ [ال عمران: 186]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم
بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ
وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ
قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ
وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٥٧﴾ [البقرة: 155- 157]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ
أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣﴾ [العنكبوت: 2، 3].
﴿بِٱلشَّرِّ﴾، أي بجميع ما تكرهون، من
المصائب في الأنفس وفي الأموال وفي الأقارب؛ ليظهر من يصبر عند ذلك ويحتسب، ولا
يجزع، ولا يتسخط لقضاء الله وقدره، بل يرضى ويسلم، ممن يجزع، ويلجأ إلى ما حرم
الله سبحانه وتعالى، من النياحة، وضرب الخدود، وشق
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد