الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله الله لا شريك له، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى. يقول
الله جل وعلا في عذاب المنافقين: ﴿وَلَهُمۡ
عَذَابٞ مُّقِيمٞ﴾ [التوب:8 6]، أي: عذاب لا يرحلون عنه، ولا يرحل عنهم، بل هو ملازم لهم،
غرام، والعياذ بالله، والعذاب الغرام أي: ملازم لهم ملازمة الغريم لغريمه، ملازمة
الغريم لغريمه لا ينفك ولا يزول، والعياذ بالله.
ثم ذكر سبحانه وتعالى صفات المؤمنين، فقال جل وعلا: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ﴾ [الأحزاب: 35]. لاحظوا أن
الإيمان يكون في الرجال وفي النساء، وقد يكون في النساء من المؤمنات من هو أفضل من
كثير من الرجال، إذا استقمن على طاعة الله عز وجل ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ
بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 71].
هذه أول صفاتهم: ﴿بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 71]. هم كالجسد الواحد، وكالبنيان المرصوص ﴿بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ
بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 71]. يحب بعضهم بعضًا، ويساعد بعضهم بعضًا، وينصح بعضهم لبعض،
ويسعون بالإصلاح بين المسلمين، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ لأن هذا موجب
الولاية في الله عز وجل ﴿وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ
ٱلۡمُنكَرِ﴾ [التوبة: 71]، وهو: كل شر وكل فحش. و﴿يَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [التوبة: 71]،
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد