بيان صفات المؤمنين،
وصفات المنافقين
الحمد لله رب العالمين، بيَّن صفات المؤمنين وصفات المنافقين؛ ليميز الخبيث
من الطيب، ويظهر الفرق بين الفريقين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة الحق واليقين، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن النفاق والإيمان خلقان مختلفان متضادان:
فالنفاق هو: إظهار الإيمان وإبطان
الكفر، إظهار الخير وإضمار الشر، فالمنافق يظهر غير ما يبطن، ولا يكون النفاق إلا
إذا قوي الإسلام، ولذلك لم يظهر النفاق إلا بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة، وبعد غزوة بدر بالذات، لما رأى فريق من الكفار الذين يسكنون المدينة أن
الإسلام قد قوي، وأنهم لا يستطيعون مقاومته، لجؤوا إلى حيلة خبيثة، وهي أن يظهروا
الإسلام، ويبقوا على الكفر في قلوبهم وضمائر نفوسهم، فقبل النبي صلى الله عليه
وسلم علانيتهم، ووكل سريرتهم إلى الله سبحانه وتعالى.
فعلوا ذلك ليعيشوا بين
المسلمين، ولأجل أن يأمنوا على دمائهم وأموالهم، ولم يظهروا الإسلام محبة له، ولا
اقتناعًا به، وإنما أظهروه لمصالحهم الدنيوية، ولكن لم يقتصروا على ذلك، بل صار
يظهر منهم العداء للمسلمين، ويظهرون الشقاق، ويظهرون العداوة، ويفرقون بين
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد