التحذير من
الفتن
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي
لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ
وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ﴾ [سَبَإ: 1]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ
لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ﴾ [المُلك: 2]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا...
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى وامتثلوا
قوله: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي
مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ﴾ [الأنعام: 153]، واحذروا الفتن الصارفة عن اتباعه واسمعوا قول الله تعالى:
﴿الٓمٓ ١ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا
وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ
٣﴾ [العنكبوت: 1- 3]، والفتنة يا عباد الله هي الابتلاء والامتحان. يجري الله
الفتن على عباده ليتبين المؤمن الصادق من المنافق المخادع، وليتبين قوي الإيمان من
ضعيف الإيمان، فإذا جاءت الفتن فمن الناس من يتبين نفاقه وعدم إيمانه، كما قال
تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ
٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا
يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩﴾ [البقرة: 8، 9] |، ومن
الناس من يكون مؤمنًا ضعيف الإيمان يرتد عن دينه كما قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن
يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ
وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ
ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11]، والفتن تنقسم إلى قسمين: فتن شبهات وفتن شهوات، ففتن
الشبهات، تكون في
الصفحة 1 / 391