التوبة من
الذنوب
الحمد لله﴿غَافِرِ
ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ
إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [غافر: 3] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج
المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى بفعل
أوامره وترك نواهيه، واعبدوه حق عبادته، فإنه سبحانه وتعالى لذلك خلقكم، وبذلك
أمركم، قال سبحانه ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ
وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ
مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النساء: 1]، وقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم
مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، وقال سبحانه ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أيها المؤمنون: إن الله سبحانه وتعالى
يبتلي عباده في هذه الحياة، يبتليهم بالخير والشر، ويبتليهم بأنواع من الابتلاءات؛
ليتميز المؤمن من المنافق، ويتميز الصادق من الكاذب، إن الإنسان في هذه الحياة
معرض لكثير من الفتن التي تصده عن طاعة الله، وتغريه بالمعاصي والمخالفات، نفس
أمارة بالسوء، إلا ما رحم ربي، وشياطين من
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد