×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 شياطين الإنس والجن ﴿يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ [الأنعام: 112]، يدعون الناس إلى المعاصي والذنوب، ويزينون لهم القبائح والعيوب، ويبغضون إليهم الطاعات وهنا مغريات كثيرة من الشهوات والشبهات يتعرض لها الإنسان، ما دام على قيد الحياة، فهو بحاجة إلى أمرين:

الأمر الأول: الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه، والاعتماد عليه سبحانه في أن يحميه من هذه الفتن وهذه الشرور، فإن من استجار بالله أجاره، ومن استعاذ بالله أعاذه، وعليه الصبر على طاعة الله، والصبر عن محارم الله، قال الله سبحانه وتعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ[البقرة: 153].

الأمر الثاني: إذا وقع في شيء من المعاصي والمخالفات، فعليه أن يبادر بالتوبة، والتوبة هي: الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، بالرجوع إلى طاعته من معصيته، والرجوع إلى طريق الحق من طريق الخطأ، فالتوبة معناها: الرجوع، الرجوع من الشر إلى الخير، والرجوع من الخطأ إلى الصواب، الرجوع من الذنوب إلى الطاعات، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالتوبة، قال تعالى: ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [النور: 31]، فالمؤمن مهما كان من قوة الإيمان ومن الصلاح، فهو بحاجة إلى التوبة؛ ولذلك أمر الله بها جميع المؤمنين.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، ويحصي له أصحابه في المجلس الواحد: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» ([1]) أكثر من مئة مرة، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد في غنى عن التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا أمر


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1516)، والترمذي رقم (3434).