بالتوبة ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ
رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي
مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ َ﴾ [التحريم: 8].
فالتوبة مطلوبة دائمًا وأبدًا، من كل مؤمن، ولا سيما من أصحاب المخالفات
والمعاصي، عليهم أن يبادروا بالتوبة، والله جل وعلا أمر بالتوبة، وسمى نفسه
بالتواب والغفار ﴿وَإِنِّي
لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ﴾ [طه: 82] وقال عن نفسه: ﴿وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ
ٱلرَّحِيمُ﴾[البقرة: 160]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله يبسط يده بالليل
ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وينزل جل وعلا كل ليلة
إلى سماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر، فيقول: «هَلْ مِنْ سَائِلٍ
فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ
فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟» ([1]) يعرض على عباده التوبة والاستغفار كل ليلة؛ لرحمته بهم سبحانه وتعالى:
يدعوهم إلى التوبة، ويعدهم إذا تابوا أن يقبل توبتهم، وأن يمحو سيئاتهم فهذا فضل
من الله: أنه يطلب من عباده التوبة، ولا يعاجلهم بالعقوبة؛ رحمة منه وإحسانًا، وهو
غني عنهم وعن عبادتهم وطاعتهم، وهم ينفرون من ربهم وهم أحوج ما يكونون إليه سبحانه
وتعالى، ولا غنى بهم عنه طرفة عين.
ثم إن التوبة تجب ما قبلها، مهما كان من كفر وشرك ومعاص، فإن التوبة الصادقة تمحو ما كان قبلها، حتى الكفر والشرك، قال تعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38].﴿إِن يَنتَهُواْ﴾ يعني يتوبوا،﴿يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾ من شركهم وكفرهم وعداوتهم لله ولرسوله، ويصبحون أولياء لله مقربين منه سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: النسائي في « الكبرى » رقم (10321)، والدارمي رقم (1480)، وأحمد رقم (9591).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد