في ختام
الشهر
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تنال الكرامات والدرجات، وأشهد
أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في الربوبية والإلهية والأسماء والصفات،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أول سابق إلى الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه ذوي المناقب والكرامات، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعتبروا
بسرعة مرور الليالي والأيام، كنتم في الأمس القريب تترقبون قدوم شهر رمضان، واليوم
تودعونه مرتحلاً عنكم بما أودعتموه، شاهدًا عليكم بما قدمتموه، فمن كان محسنًا
فليزدد من إحسانه، ومن كان مسيئًا فليتب إلى الله، وليختم شهره بالتوبة، فإن
الأعمال بالخواتيم.
عباد الله: إن شهركم قد ارتحل بما
أودعتموه، فعليكم أن تتبعوه بصالح الأعمال، فإن عمل المسلم لا ينتهي بشهر رمضان،
وإنما يستمر إلى الممات، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ
ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، فمن كان يظن أنه يكفيه شهر رمضان، ويسيء في بقية أيامه،
ويعود إلى المعاصي بعد شهر رمضان، فإنه قد هدم ما بني. قيل لبعض السلف: إن قومًا
يجتهدون في شهر رمضان، فإذا خرج شهر رمضان عادوا إلى المعاصي، فقال بئس القوم! لا
يعرفون الله إلا في رمضان.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى شرع لكم في ختام هذا
الشهر أعمالاً جليلة تتبعونه بها:
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد