الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مخلصين
له الدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه أجمعين والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واشكروه
على ما بلغكم من حلول هذا الشهر المبارك فمن الناس من يكون دخول هذا الشهر بركة
عليه، وخيرًا له، ونجاة له من النار، ورفعة في درجاته؛ بما يستغله من طاعات الله
وعبادته.
ومن الناس: من يدخل عليه هذا الشهر وهو مسرف على نفسه بالذنوب والسيئات،
ولا يتوب إلى الله، ولا يتنبه لهذا الشهر وما فيه من الخيرات والبركات، وإنما يمر
عليه كما يمر على غيره من الغافلين، فيحرم من بركاته، ويخرج عنه هذا الشهر كما
دخل، لم ينتفع منه بشيء ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ﴾ [النحل: 108]، ﴿كَٱلَّذِينَ
نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [الحشر: 19]، فلا يرفع به
رأسًا، ولا يعرف له قدرًا ولا قيمة، وهذا هو الحرمان، نسأل الله العافية.
ومن الناس من لا يعرف هذا الشهر إلا أنه شهر تنويع المآكل والمشارب،
والتوسع في المطاعم، وملء البطون، فيسرف في المشتريات والمأكولات، ولم يعلم أن هذا
الشهر شهر الصيام، ليس شهر الشهوات، وإنما هو شهر الصيام، وشهر القيام، وشهر
العبادات، ويتمتع من رزق الله بما يعينه على طاعة الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد