الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أنكم في آخر شهر كريم، ووافد عظيم، قد عزم على الرحيل عنكم والانتقال بعد مقامه
بينكم، فودعوه بخير الأعمال، وودعوه بالتوبة والاستغفار، ودعوه بالجد والاجتهاد،
واختموه بخير ختام؛ فإن الأعمال بالخواتيم.
واعلموا أن شهر رمضان يتبع بالأعمال الصالحة، ولا يتبع باللهو واللعب الذي
يخرج عن الحد، بل يتبع بالأعمال الصالحة، يتبع بالتكبير ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا
هَدَىٰكُمۡ﴾[البقرة: 185]، تكبرون ليلة العيد، وعند الخروج لصلاة العيد، تظهرون
التكبير بأصوات مرتفعة في حق الرجال، وأما النساء فتكبر سرًا، تكبرون في البيوت،
وفي المساجد، وفي الأسواق، تظهرون هذه الشعيرة التي أمر الله جل وعلا بها.
ويختم هذا الشهر بصلاة العيد التي يبرز لها المسلمون رجالاً ونساء من جميع
البلد في صعيد واحد، يبرزون لربهم، يصلون له ويذكرونه، ويشكرونه على ما أنعم
عليهم، ويسألونه القبول.
ويتبع شهر رمضان بصيام ستة أيام من شوال، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
صَامَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ
الدَّهْرَ» ([1]).
([1]) . أخرجه: مسلم رقم (1164).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد