×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، هدانا للإسلام، وأغنانا بالحلال عن الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى.

ومن أعياد الكفار التي حدثت في هذا الزمان: ما يطنطن به الكفار الآن من عيد الألفين، أي تمام ألفي عام على مولد المسيح، يعظمون هذه المناسبة، ويفخمونها ويهولون من أمرها، ويُرَغِّبُون الناس في المشاركة فيها، ويحذرونهم من أن أشياء ستحدث في هذه الألفية.

قالوا: سينزل المسيح في عام الألفين، نعم، نزول المسيح حق ولابد منه، كما أخبر به صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يعلم وقته إلا الله سبحانه وتعالى، فهو من علامات الساعة التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.

قالوا: تقوم القيامة في عام الألفين، ونقول: نعم، نحن نؤمن بقيام القيامة، ونؤمن باليوم الآخر، ولكن الله جل وعلا استأثر بعلم قيام الساعة، فلم يطلع عليها ملكًا مقربًا ولا نبيًا مرسلاً ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّيۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقۡتِهَآ إِلَّا هُوَ [الأعراف: 187]، ﴿يَسۡ‍َٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا [الأحزاب: 63].

فهذه من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله.


الشرح