في فضل أشهر الحج تلقى
في أول شوال
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، ما زال يوالي علينا مواسم الخير والاغتنام،
فما انتهى شهر رمضان المبارك حتى أعقبه بأشهر الحج إلى بيته الحرام، وأشهد أن لا
إله إلا الله، وحده لا شريك له، تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، أرسله بدين الإسلام إلى جميع الأنام، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واشكروه
على نعمه، وأعظمها: نعمة الإسلام، الذي مَنَّ الله تعالى به علينا، وأكمله لنا،
قال سبحانه: ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]، إن هذا الإسلام لا ينبني على خمسة أركان، بَيَّنَها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وهي: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله،
وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، من استطاع إليه
سبيلاً.
فأما الركن الأول، وهو الشهادتان، فهو الأساس
الذي ينبني عليه الدين، فشهادة أن لا إله إلا الله تتضمن الإخلاص له بالعبادة وترك
عبادة ما سواه، وهذا هو التوحيد، وشهادة أن محمدًا رسول الله: تتضمن الإقرار
برسالته، ظاهرًا وباطنًا، واتباع ما جاء به، والعمل
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد