في التذكر
والاعتبار بما يجري
في الكون
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك
له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، النبي المصطفى، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، أهل البر والتقوى، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، كما
أمركم، قال الله تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ
وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٢١ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ
٢٢﴾ [البقرة: 21، 22]، يأمر الله سبحانه وتعالى جميع الناس أن يعبدوه وحده لا
شريك له وأن يتركوا عبادة ما سواه؛ لأنه هو الخالق المنعم بجميع النعم، فهو الذي
يستحق العبادة، وقد خلق الله الخلق لذلك، كما قال تعالى:﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].
وبين الله سبحانه وتعالى ثمرة العبادة فقال:﴿لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ أي: أن عبادة الله سبحانه وتعالى
تقي من عذابه، وتقي من نقماته، ثم بين الله سبحانه وتعالى نعمه على العباد، فقال:﴿ٱلَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا﴾ [البقرة:22] هذه الأرض التي تعيشون على ظهرها، تفترشونها، تسيرون عليها،
تبنون عليها مساكنكم، تزرعونها، تحرثونها، مسخرة لكم، هذا من أعظم نعم الله عليكم.
ثم إنه سبحانه ثبت هذه الأرض وأقرها، ولم يجعلها متحركة متكفئة، بل أرساها
بالجبال؛ لئلا تميد بكم فلا تستقروا على ظهرها.
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد