من فضائل
الأعمال
الحمد لله على نعمه التي لا تُحصَى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا
شريك له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، النبي المصطفى، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن النبي صلى الله عليه وسلم أُوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب، فكان صلى الله عليه
وسلم يقول الكلمات المعدودات التي تتضمن علومًا غزيرةً، وآدابًا كثيرةً، من ذلكم:
قوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يَرْفَعُ الله بِهِ
الدَّرَجَاتِ، وَيَحُط بِهِ الْخَطَايَا؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ،
قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى
الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ،
فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» ([1]).
هذا حديثٌ عظيمٌ، يتضمن معاني جليلةً، لمن وفقه الله للعمل بها، وقد ساقه
النبي صلى الله عليه وسلم مساق السؤال؛ من أجل أن يتنبه الحاضرون، فسألهم صلى الله
عليه وسلم عما يحط الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، ولا شك أن كل مسلمٍ يتطلع
إلى هذين المطلبين الجليلين، رفعة الدرجات، وتكفير الخطيئات.
فلما تطلعوا إلى ذلك أخبرهم صلى الله عليه وسلم بكلماتٍ وجيزاتٍ، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ»، وإسباغ الوضوء: إكماله وإتمامه على
([1]) أخرجه: مسلم رقم (251).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد