في التعاون على
القيام بالمسئولية
الحمد لله رب العالمين، أمر بالتعاون على البر والتقوى، ونهى عن التعاون
على الإثم والعدوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير،
والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى،
واعلموا أنكم قد حملتم أمانةً أبت حملها السموات والأرض والجبال، قال الله تعالى: ﴿إِنَّا
عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ
أَن يَحۡمِلۡنَهَا وأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ
ظَلُومٗا جَهُولٗا﴾ [الأحزاب: 72]، وهذه الأمانة هي أمانة التكاليف الشرعية، بفعل أوامر الله
واجتناب نواهيه، ومنها: رعاية من حملكم الله رعايتهم من أولادكم ومن تحت أيديكم،
قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ
نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، وقال الله جل وعلا لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأۡمُرۡ
أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ﴾ [طه: 132]، وقال الله عن نبيه إسماعيل عليه السلام: ﴿وَٱذۡكُرۡ
فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِسۡمَٰعِيلَۚ إِنَّهُۥ كَانَصَادِقَ ٱلۡوَعۡدِ وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا ٥٤ وَكَانَ
يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِوَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا ٥٥﴾ [مريم: 54، 55].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ
مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِْمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،
وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد