وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ
فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي
مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ
مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1])، فما من أحدٍ منَّا إلا وقد استرعاه الله رعيةً كبيرةٌ أو صغيرةً، وهو
مسئولٌ عن هذه الرعية أمام الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا
مِنْ مُسْلِمٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً فيَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ
غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» ([2])، فالمسئولية عظيمةٌ، والخطر عظيمٌ، فأنتم لم تُخلَقوا في هذه الحياة من
أجل أن تعيشوا فيها للأكل والشرب والشهوات وجمع المال، وإنما خُلِقتم في هذه
الحياة للابتلاء والامتحان، بما ولاكم الله من أمور هذه الحياة، وما استرعاكم عليه
من شئونها.
إنه يجب عليكم إصلاح بيوتكم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ -يعني النافلة- فِي بُيُوتِكُمْ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» ([3])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ كمَثَل الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» ([4])، وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ» ([5]) فبيوتكم أمانةٌ في أعناقكم، أن تصلحوها بذكر الله عز وجل، بعمارتها بذكر الله، فاعمروا بيوتكم بذكر الله، ونوروها بطاعة الله، وأبعدوا عنها كل وسائل الشر والفساد، خصوصًا ما ابتلي به كثيرٌ من الناس في هذا الزمان، وما نخشى أن يبتلى به في الزمان المستقبل مما هو أشد، تلكم الآلة الخبيثة المسماة الدش -أو الإنترنت- التي تنصب