الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى.
من الناس من لا يهتم بمواسم الخير، ولا يلقي لها بالاً تمر عليه كمرور
السحاب، لا يستفيد منها، بل يحرم من خيرها وأجرها، فلا يهتم بالصلوات الخمس، ولا
يلقي لها بالاً، وكأنها عنده من الأمور العادية، إن شاء فعلها، وإن شاء تركها، لا
قيمة للصلاة عنده، فهذا ليس بمسلم.
ولهذا يقول بعض السلف: إذا أردت أن تعرف قدر الإسلام عندك، فانظر إلى قدر
الصلاة عندك، فالذي يقدر الصلاة، ويهتم بها، فهذا عنده معرفة بالإسلام، واحترام
للإسلام، وتقدير للإسلام، أما الذي يتهاون بالصلاة ولا يلقي لها بالاً، ويعتبرها
من الأمور العادية، فهذا لا قيمة للإسلام عنده؛ لأن الصلاة هي الميزان، وهي
الفارقة بين المسلم والكافر.
من الناس من لا يهتم بصلاة الجمعة، بل يخرج إلى المنتزهات وإلى الاستراحات،
أو ينام معظم النهار، ويعتبر يوم الجمعة يوم نوم وراحة، ولا يحضر صلاة الجمعة، أو
يحضرها متأخرًا، ولا يدرك منها إلا القليل فهذا في الحقيقة لا قيمة لصلاة الجمعة
عنده.
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد