الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أنكم في عشر مباركة، هي العشر الأواخر من رمضان، وقد كان صلى الله عليه وسلم يتهجد
في هذه العشر أكثر مما كان يتهجد في أول الشهر، وكما سمعتم أنه صلى الله عليه وسلم
كان إذا دخلت العشر شمر، وشد المئزر، وأيقظ أهله، وأحيا ليله،، وكان الصحابة
يتهجدون في هذه العشر، وكانوا لا ينصرفون إلا قدر ما يتسحرون قبل الفجر، حتى قال
قائلهم: كنا نخشى أن يفوتنا الفلاح يعني: السحور. يحيون الليل كله في هذه العشر،
أو يحيون أغلب الليل.
فاغتنموها رحمكم الله، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يخص هذه العشر بخصائص
لم تكن في أول الشهر: كان إذا دخلت فإنه يحيي لياليها بالصلاة والتهجد، والاستغفار
والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في هذه العشر،
بمعنى: أنه كان يبقى في المسجد ليلاً ونهارًا؛ ليخلو بربه عز وجل، وذلك يدل على
فضيلة هذه العشر، حيث خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتكاف، ومما يدل على
فضلها أيضًا: أنها الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر أكثر من غيرها، فقد كان
النبي صلى الله عليه وسلم ليتحرى ليلة القدر في هذه الليالي العشر أكثر من غيرها،
ولأجل ذلك كان يعتكف، وكان صلى الله عليه وسلم يحيي الليل بالتهجد والتضرع
والاستغفار؛ طلبًا لليلة القدر، التي قال الله جل وعلا فيها: ﴿لَيۡلَةُ
ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾ [القدر: 3].
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد