في التحذير من الفتن
الحمد لله ﴿ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسبحان الله عما يصفون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الصادق المأمون، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الإنسان مادام على قيد الحياة فإنه معرض للفتن المضلة، ولهذا كان النبي يحذر من الفتن، ويأمر بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عند ظهور الفتن، وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتن، ويأمر الناس بذلك، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» ([1]).
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء: «اللهم يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالأَبْصَار ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فتقول له عائشة رضي الله عنها: وهل تخشى يا رسول الله؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ، وَمَا يُؤَمِّنُنِي وَقُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرحمن، إِذَا شَاء أَنْ يُقَلِّبَ قَلْبَ عَبْدٍ قَلَّبَهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1311)، ومسلم رقم (588).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد