عباد الله: يقول الله سبحانه وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿الٓمٓ ١ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣﴾ [العنكبوت: 1- 3]، لابد من الابتلاء والامتحان.
والفتن: جمع فتنةٍ، والفتنة هي: الابتلاء والاختبار؛ ليظهر الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق ﴿لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأنفال: 37].
· والفتن كثيرةٌ، لكنها ترجع إلى قسمين:
القسم الأول: فتنة الشبهات.
القسم الثاني: فتنة الشهوات.
وفتنة الشبهات: تتعلق بالعقائد، كالكفر والشرك، والنفاق، وكذلك الأهواء، والتفرق والاختلاف في الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةِ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً» قَالُوا: مَن هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]).
ومن ذلك: الفرق التي ظهرت بعد القرون المفضلة، بل ظهر أولها في وقت الصحابة، كفرقة القدرية، وفرقة الشيعة، وفرقة الخوارج، وفرقة المرجئة، وما تفرع عن هذه الفرق من فرقٍ كثيرةٍ تشعبت وتنوعت، وكلها بعيدةٌ عن الحق، مخالفةٌ للحق، وهي تتفاوت في
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641)، والطبراني في « الكبير » رقم (7659).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد