في الحث على
العمل الصالح
الحمد لله ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ
لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا﴾ [الفتح: 28]، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إقرارًا به
وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا مزيدًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى وأطيعوه،
واعلموا أن الله سبحانه وتعالى خلقكم في هذه الدنيا لتعملوا لأنفسكم ما تجدونه في آخرتكم،
فإن الدنيا دار عمل، وإن الآخرة دار جزاء، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ
ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى
ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ﴾ [التوبة: 33]، والهدى هو: العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح،
فالله سبحانه أرسل رسوله بالعلم النافع والعمل الصالح، وهما مقترنان، لا ينفك
أحدهما عن الآخر، فمن الناس من أخذ بهما جميعًا، فيتعلم العلم النافع ويعمل
الأعمال الصالحة، وأولئك هم المفلحون.
ومن الناس من يأخذ العلم النافع ويترك العمل الصالح، وهؤلاء هم المغضوب
عليهم من اليهود ومن سار على نهجهم من علماء الضلال.
ومن الناس من يأخذ بالعمل ويترك العلم، وهؤلاء هم النصارى ومن تشبه بهم من
الصوفية وغيرهم من المبتدعين والمخرفين.
ومن الناس من ترك العلم والعمل جميعًا، وهؤلاء هم العجزة، قال صلى الله
عليه وسلم: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ،
وَالْعَاجِزُ مَنْ
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد