الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، فإنه يشتد الحذر كلما تأخر الزمان وكثرت الفتن والمغريات، فإن الإنسان يكون في خطر أشد، فعليه أن يحذر، وأن يخاف، وأن يتمسك بدينه، وأن يستعيذ بالله من الفتن وشرورها، قال صلى الله عليه وسلم «بَدَأَ الإِْسْلاَمُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» قالوا:: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» ([1]) وفي رواية: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْقَابِضُ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ وخَبَطِ الشَّوْكِ» ([3]) ؛ وذلك لكثرة الفتن والمغريات والصوارف، فلا يثبت على الدين إلا من عنده صبر وتحمل؛ لأن الفتن عظيمة -والعياذ بالله- كما قال صلى الله عليه وسلم: «فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ([4]).
([1]) أخرجه: أحمد رقم (16690)، والطبراني في « الكبير » رقم (7659).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد