الأخوة بين
المسلمين ومتطلباتها
الحمد لله الذي جعل المسلمين إخوة متحابين، وأمرهم بالتعاون على مصالح
الدنيا والدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه،
مخلصين له الدين ولو كره المشركون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الصادق الناصح
الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه أوجب الأخوة بين المسلمين، وتعاونهم على ما يصلح دينهم ودنياهم، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 10]، وقال جل وعلا: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَلِ الْجَسَدِ الوَاحِد، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([1])، وقال: «الْمُسْلِم لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»، وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ([2])، وقال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» ([3]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2586).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد