في الحث على
الزكاة وبيان أنواعها
تلقى في آخر شهر
رمضان المبارك
الحمد لله رب العالمين، جعل في أموال الأغنياء حقًا للفقراء والمساكين،
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، قال الله
سبحانه وتعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤﴾ [المؤمنون: 1- 4]، وقال
سبحانه وتعالى:﴿وَأَقِيمُواْ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]، وقال سبحانه:
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠
بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ
إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ٦ ٱلَّذِينَ
لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ٧﴾ [فصلت: 6، 7].
عباد الله: الزكاة معناها: الطهارة والنماء
والزيادة، فهي تطهر المزكين، وتنمي أموالهم وأعمالهم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ
صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]، والزكاة على ثلاث أنواع: زكاة
النفس، وزكاة البدن، وزكاة المال.
فأما زكاة النفس، فالمراد بها: تطهير النفس من الأعمال القبيحة
والأخلاق السيئة؛ تطهرها بالأعمال الصالحة، والأخلاق الفاضلة، قال الله سبحانه
وتعالى ﴿وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا ٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد