في التذكير بالنار
الحمد لله ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ﴾ [الملك: 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أن الله خلقكم في هذه الحياة وأوجدكم من العدم من أجل أن يمتحنكم ويبتليكم ﴿أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: 2]، كما قال تعالى: ﴿خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: 2]، ولم يقل: أيكم أكثر عملاً؛ لأن العبرة ليست بكثرة العمل، وإنما العبرة بحسن العمل.
ومعنى: ﴿أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾، أي: أيكم أخلص عملاً لله عز وجل، وأتبع لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الفضيل بن عياضِ رحمه الله: ﴿أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾، أي: أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي: ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أخلصه: أن يكون خالصًا لوجه الله، وأصوبه أن يكون صوابًا على سنة رسول الله، فإن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَل، حتى يكون خالصًا وصوابًا.
ثم اعلموا رحمكم الله: أن الله جعل هذه الدنيا دار عملٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ، فالدنيا عملٌ ولا حساب، والآخرة حسابٌ ولا عمل، وقد أعدَّ الله في الدار الآخرة دارين عظيمتين، وهما الجنة
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد