في فضل الدعاء والذكر
الحمد لله على فضله ونعمائه، أمر بذكره ودعائه، مع خوفه ورجائه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وصفاته وأسمائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وخيرة أصفيائه وأوليائه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وجميع أهل وُدِّه وولائه، وسلم تسليمًا كثيرً.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه أمركم بذكره ودعائه قال سبحانه وتعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٤٢﴾ [الأحزاب: 41- 42]، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
عباد الله: ذكر الله سبحانه وتعالى يكون على اللسان، بالتسبيح، والتحميد والتكبير وتلاوة القرآن، ويكون بالقلب، بالخوف والرجاء والخشية، وغير ذلك من أعمال القلوب، والرغبة والرهبة والتوكل، والاستعاذة بالله سبحانه وتعالى، ويكون بالأعمال الظاهرة، على الجوارح، كالصلاة والصيام والحج والعمرة والجهاد وعلى اللسان بالتسبيح والتهليل والتكبير، وغير ذلك، من أنواع الطاعات، فكل العبادات، قولية كانت أو فعلية أو قلبية، كلها ذكر لله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد