وذِكر الله جل وعلا فيه فوائد عظيمةٌ للعبد، أعظمها: أن من ذَكَر الله ذكره الله سبحانه وتعالى، قال جل وعلا: ﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ﴾[البقرة: 52 1].
وفي الحديث القدسي أن الله جل وعلا يقول: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍَ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍَ خَيْرٍ مِنْهُمْ» ([1]) -يعني الملائكة -.
وذِكر الله سبحانه وتعالى يطرد الشيطان عن الإنسان ويبعده عنه، فالشيطان ذئب الإنسان، فإذا ذكر الله تنحى عنه، ولهذا وصفه الله بأنه وسواسٌ خنَّاسٌ، وسواسٌ إذا غفل العبد عن ذكر ربه، فإنه يدنو منه ويوسوس له، وخنَّاسٌ إذا ذكر العبد ربه، فإنه يخنس ويبتعد عنه، فلا نجاة لابن آدم من عدوه إلا بذكر الله، فإنه حصنٌ حصينٌ يتحصن به المسلم من الشيطان.
وذِكر الله سبحانه وتعالى تحصل به طمأنينة القلوب وارتياحها، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
وذِكر الله سبحانه وتعالى يُكسِب العبد خشيةً لله، وخوفًا من الله، قال الله سبحانه: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2].
وذِكر الله سبحانه وتعالى مُيسِّرٌ للعبد المسلم، يذكر الله على كل حالٍ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، لا يغفل عن ذكر الله، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ﴾ [آل عمران: 191]، وقال سبحانه: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6970)، ومسلم رقم (2675).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد