الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى.
عباد الله: وأما الكبر: فإنه خلق ذميم،
وداء قبيح، حذر الله سبحانه منه، فقال سبحانه: ﴿إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ﴾ [النحل: 23]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ
عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، قال سبحانه: ﴿كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ
قَلۡبِ مُتَكَبِّرٖ جَبَّارٖ﴾ [غافر: 35] ,﴿وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي
وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٖ لَّا يُؤۡمِنُ بِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ﴾ [غافر: 27].
عباد الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ الرَّجُل يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تعالى جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» ([1]) ؛ فبين صلى الله عليه وسلم معنى الكبر المذموم وأنه: بطر الحق، يعني: دفع الحق وعدم قبوله، وغمط الناس، أي: احتقارهم، وأما أن يتجمل الإنسان في ثيابه وملابسه وفي نعليه، فإن ذلك مما يحبه الله؛ لأنه جمال، وليس هو من الكبر، «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ»، فالتجمل مستحب في الثياب وفي الملابس
([1]) أخرجه: مسلم رقم (91).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد