وفي البدن، ومحبوب لله عز وجل، ولكن الكبر لا يكون في الملابس، وإنما يكون
في القلب، فهو داء قلبي، تظهر آثاره على الجوارح، وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: التكبر في النفس، والتعاظم في النفس: بأن
يعجب الإنسان، بنفسه، ويعجب في تصرفاته، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن
رجلاً ممن كان قبلنا كان يتبختر في مشيته ويعجب في حلته، فخسف الله به الأرض فهو
يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يُحْشَرُ
الْمُتَكَبِّرُونَ أَمْثَالَ الذَّرِّ، يَغْشَاهُمُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
([1]) والنار تقول: جعل في المتكبرون، والعياذ بالله، وأما الجنة ففيها الضعفاء
من المؤمنين.
والنوع الثاني من أنواع الكبر: التكبر عن قبول الحق، مثل ما إذا بلغ الإنسان سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، وطولب أن يعمل بها، رفضها استكبارًا عنها، وإعجابًا بما هو عليه، كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يأكل بيده اليسرى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلْ بِيَمِينِكَ»، قَالَ: لاَ أَسْتَطِيعُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الْكِبْرُ» ([2]) فما رفع يده إلى فيه بعد ذلك، فعاقبه الله سبحانه وتعالى بأن جَمَّدَ يده التي أبى أن يأكل بها امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن بلغه الحق وجب عليه المبادرة بقبوله، ولا يدفع الحق ويستكبر عن الحق، فإن الحق ضالة المؤمن؛ أينما وجده أخذه.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2492)، وأحمد رقم (6677)، والبخاري في « الأدب المفرد » رقم (557).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد