النوع الثالث: الاستكبار على الناس والتعاظم عليهم، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ
وَغَمْطُ النَّاسِ» أي: احتقار الناس، وأن يرى الإنسان أن له فضلاً على الناس،
وأنه أكبر منهم، وأنه أشرف منهم، والواجب على المسلم: التواضع مع إخوانه، وأن يرى
نفسه من أقل الناس؛ لأنه لا يدري ربما يحتقر مسلمًا، فيكون هذا المسلم أعظم منه
عند الله سبحانه وتعالى، وأن يكون هذا المتكبر حقيرًا عند الله سبحانه وتعالى، قال
الله تعالى، فيما ذكر عن لقمان في وصاياه لابنه: ﴿وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا
تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ﴾ [لقمان: 18]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ
إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولٗا﴾ [الإسراء: 37].
فالواجب على المسلم: أن يتواضع لله سبحانه وتعالى، وأن يتواضع للحق، وأن
يتواضع لإخوانه المسلمين.
ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله..
إلخ الخطبة.
***
الصفحة 3 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد