الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، الداعي
إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى. إن الناس
في هذا الشهر وفي هذه العشر مختلفون تمام الاختلاف:
فمنهم من من الله عليه فحافظ على شهره صامه وقامه، وأكثر من الخيرات
والأعمال الصالحة فيه، فكان له أجرًا ومغنمًا عند الله سبحانه وتعالى.
ومن الناس من اجتهد في أول الشهر فنراهم يملؤون المساجد في أول الشهر، ثم
ينحسرون في آخر الشهر حتى عن أداء الفرائض، فنراهم يقلون في آخر الشهر ويفترون،
فهؤلاء في الحقيقة يملون من الخير، ويطول عليهم الأمد، فيكسلون ويتكاسلون عما
بدؤوه في أول الشهر، وكان الواجب أن يزيد اجتهادهم، وأن يزيد عملهم في آخر الشهر
عما كان في أوله، ولكن واقعهم هو العكس.
ومن الناس من لا يبالي بهذا الشهر، ولا بفضائله، وهو عنده كغيره من الشهور، لا يزال مكبًا على الشهوات والغفلات والإعراض عن ذكر الله عز وجل، فهذا هو الشقي، وقد قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ» ([1])
([1]) أخرجه: أبو يعلى رقم (5922)، والطبراني في « لكبير » رقم (2022).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد