فمن دخل عليه هذا الشهر وانتهى، وهو مقيم على حاله السيئة وإعراضه عن ذكر
الله، وعن طاعة الله، مضيع لفرائض الله، مرتكب لمحارم الله، فهذا هو المحروم، وهذا
هو الخائب الخاسر، والعياذ بالله، مع أنه يدعي أنه عاقل، وينطق بالشهادتين، ويتسمى
بالإسلام، ولكن الإسلام ليس مجرد انتساب وانتماء، الإسلام حقيقة وأقوال وأعمال
واعتقاد، فالواجب على هؤلاء: أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، فالرسول صلى الله عليه
وسلم والسلف الصالح يحيون ليالي هذه العشر بالجد والاجتهاد والطاعات، وهؤلاء يحيون
هذه الليالي والتي قبلها باللهو واللعب والغفلات، والسهر على ما لا تحمد عقباه.
نسأل الله أن يهدينا وإياهم، وأن يوفقنا وإياهم للتوبة قبل الفوات.
ثم اعلموا -يا عباد الله- أن خير الحديث كتاب
الله... إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد