×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أنه يجب على المسلم أن يكون مسلمًا في جميع الأحوال، وفي جميع الأوقات، وفي جميع الأمكنة، وفي جميع الأزمنة، فيكون مسلمًا لله في أي مكانٍ وزمانٍ، ولا يكون مسلمًا لله إذا كان في زمانٍ دون زمان، وفي مكانٍ دون مكانٍ، كحالة المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ[البقرة: 14]، فالذي يُظهِر الإسلام أمام الناس أو في بلدٍ معينٍ، ثم إذا خلا عن الناس أو ذهب إلى بلدٍ كافرٍ فإنه يتخلى عن الإسلام، فهذا هو المنافق الذي هو من أهل الدرك الأسفل من النار، ولن تجد له نصيرًا.

وكذلك يكون المسلم مسلمًا في حالة الرخاء والشدة، لا يتخلى عن إسلامه مهما بلغ به الأمر والكرب والشدة، يتمسك بالإسلام ولا يتخلى عنه قيد أُنمُلَةِ، ولا يكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئِن جَآءَ نَصۡرٞ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمۡۚ أَوَ لَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٠ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ ١١ [العنكبوت: 10، 11].


الشرح