×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وأعوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى.

ومن مكائد العدو لكم: محاولة إفساد مناهج التعليم، يحاول العدو الكافر إفساد مناهج تعليم أولاد المسلمين، بأن يجعلها مناهج خاوية، من الإيمان، وخاويةً من العقيدة، ويجعلها جوفاء ليس فيها فائدةٌ، أو يدسُّ فيها من الكفر والإلحاد باسم الحرية وباسم الاطلاع، يدسُّ في مناهج المسلمين من الانحراف، ويدسُّ فيها من أفكار الكفر ما يغير عقائد شباب المسلمين، فهم يحاولون الغزو للمسلمين من طريق وسائل الإعلام كما سبق، ومن طريق مناهج التعليم، ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد، يقيَّض لهم من يقف في نحورهم من المسلمين حتى يبؤوا بالفشل والخسار، كما باء من قبلهم من أمم الكفر والطغيان.

والإسلام لا يزال عزيزًا، لا يزال الإسلام -ولله الحمد- قويًّا بنفسه، ولكن الخطر على أهله، فالإسلام ليس عليه خطرٌ؛ لأنه محفوظ ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، ولكن الخطر على المسلمين، على أهل الإسلام، أن ينحرفوا عنه، وأن يتركوه، والله جل وعلا يقول: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38]،


الشرح