في الحث على صلاة
التراويح
وتلاوة
القرآن
الحمد لله ذي الفضل والإحسان، أهلَّ علينا شهر رمضان، وجعله ميدانًا لتسابق
أهل الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تورث قائلها بصدق
وإخلاص أعالي الجنان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات والبرهان، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الفضائل والإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد أيها الناس: اتقوا
الله تعالى، واعلموا أن مما شرعه الله في هذا الشهر المبارك: قيام ليله، قال صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1])، وقيام رمضان يحصل بصلاة التراويح مع الإمام، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2])، فصلاة التراويح سنة مؤكدة، صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في
المسجد ليالي من رمضان، ثم تأخر عنهم، وأخبرهم أنه لم يتأخر عنهم إلا خشية أن تفرض
عليهم، فيعجزوا عنها، فالنبي صلى الله عليه وسلم أثبت شرعيتها بصلاته في أصحابه،
ثم إنه نفى وجوبها بتأخره صلى الله عليه وسلم، فتأخره؛ ليعلمهم أنها ليست واجبة،
وإنما هي مستحبة.
فحافظوا -رحمكم الله- على صلاة التراويح، كما حافظت عليها أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان المسلمون يصلونها في المسجد أوزاعًا متفرقين، كل جماعة خلف إمام، واستمر العمل على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر، فلما خرج عمر رضي الله عنه إلى المسجد في
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد