بعض الليالي، وجد الناس يصلون جماعات متفرقة، فهم رضي الله عنه أن يجمعهم
على إمام واحد، ثم عزم على ذلك، وجمعهم على أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، فصاروا
يصلونها جماعة واحدة في المسجد، ثم استمر عمل المسلمين على ذلك،فهي سنة مؤكدة، وهي
من خصائص شهر رمضان وفضائله.
فليحرص أئمة المساجد -وفقهم الله- على ترغيب الناس في صلاة التراويح، وعدم تنفيرهم عنها، عليهم أن يصلوها كما كان المسلمون يصلونها في مختلف العصور بصفتها وركعاتها، وأن يتجنبوا الاجتهادات الفردية والاختيارات المحدثة، التي تخل بالعبادة وتنفر الناس عن صلاة التراويح، عليهم أن يتوسطوا في صلاة التراويح بين التطويل الممل، والتخفيف المخل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» ([1])، فعلى الأئمة -وفقهم الله- أن يراعوا أحوال المأمومين في صلاة التراويح وفي غيرها من الصلوات، فلا يخففوا الصلاة تخفيفًا يحرم المصلين من الإتيان بالأذكار المشروعة، والطمأنينة التي هي ركن من أركان الصلاة، ولا يطيلوا عليهم إطالة تشق عليهم، بل عليهم التوسط والاعتدال، فإن خير الأمور أوسطها، وعليهم أن يُسْمِعُوا المأمومين كتاب الله من أوله إلى آخره في صلاة التراويح، بأن يبدؤوه من أول الشهر، ويختموه في آخر الشهر؛ حتى يمروا على القرآن كله، فينتفعون وينفعون مَنْ وراءهم، عليهم أن يعتدلوا في القراءة بين الهذ والهذرمة، وبين التمديد والتمطيط الذي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (671)، ومسلم رقم (467).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد