×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

يخرج القراءة عن أصلها، ويشق على المأمومين وبين السرعة المخلة في القراءة.

كذلك على الأئمة أن لا تخرج أصواتهم خارج المسجد من خلال مكبرات الصوت، ومن على المنابر في صلاة التراويح وفي غيرها؛ لأن هذا يشوش على جيران المسجد، ويشوش على المساجد الأخرى، والمطلوب من الإمام أن يسمع من وراءه، ليس المطلوب منه أن يسمع الحارات والشوارع، ويشوش على المساجد، هذا محرم؛ لما فيه من الأذى، ولما يخشى فيه من الرياء والسمعة، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة، وهم يصلون في المسجد صلاة التهجد، كل لنفسه، ويرفعون أصواتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ» ([1])، فيجب على الأئمة أن يتقوا الله، وأن يتركوا هذه العادة السيئة التي استفحلت وكثرت بدون تأمل في عواقبها.

كذلك -أيها المسلمون- عليكم -في هذا الشهر- بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم؛ لأن تلاوة القرآن في هذا الشهر الكريم لها خاصية، فقد قال الله تعالى:﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ [البقرة: 185]، فإنزال القرآن في هذا الشهر يجعل لتلاوته فيه خاصية على غيره، ولهذا كان جبريل ينزل كل ليلة من شهر رمضان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدارسه القرآن، وكان السلف الصالح يقبلون على تلاوة القرآن في هذا الشهر، ويتركون مجالس العلم، ومجالس الفقه، ويتفرغون لتلاوة القرآن في المساجد، مما يدل على فضل التلاوة في هذا الشهر.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي في « الكبرى » رقم (8092)، والحاكم رقم (1169).