×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

في وجوب التمسك بالإسلام،

وترك التشبه بالكفار

الحمد لله، أكمل لنا الدين، وأتمَّ علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، شرح الله له صدره ويسر له أمره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعتزوا بالإسلام الذي جعله الله شرفًا لكم وعزًا لكم في الدنيا والآخرة، وأغناكم به عما سواه وجعلكم به -إن تمسكتم به- خير أمةٍ أُخرِجَت للناس، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 139]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [المنافقون: 8].

فالله سبحانه وتعالى أعز المسلمين بالإسلام، ولهذا يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الله أعزنا بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.

ولما كانت هذه الأمة متمسكةً بهذا الدين، معتزةً به، كانت هي أعز الأمم وأشرف الأمم، وكانت الأمم تهابها وتخضع لها، وجعل الله لها السيادة على أهل الأرض، فلما تهاون المسلمون بدينهم وساوموا عليه، تأخروا وذلوا، وصاروا تبعًا لغيرهم، ولا يعود لهم عزهم وشرفهم إلا إذا عادوا إلى دينهم وتمسكوا به؛ لأنه هو سبب السعادة، وهو سبب العزة، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفار والمشركين، والتشبه باليهود والنصارى، والتشبه بالفرس، والتشبه بالأعاجم، والتشبه بأمور الجاهلية.


الشرح