الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، إن الله سبحانه وتعالى إذا ذكر النار وما فيها من العذاب، فإنه يذكر الجنة وما فيها من النعيم؛ وذلك من أجل ألا يقنط المسلم من رحمة الله عز وجل، فإذا ذكر النار وما فيها من العذاب ذكر الجنة وما فيها من النعيم، من أجل أن يكون المسلم بين الخوف والرجاء، يخاف من النار، فيبتعد عنها وعن أعمالها، ويرجو الجنة، فيعمل الأعمال الصالحة التي توصله إليها، فهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى، أنه كرر ذكر هاتين الدارين العظيمتين، كرر ذلك في كتابه الكريم، وذلك ليعرف المسلم ما في النار من العذاب، من أجل أن يحذر منها ويبتعد عن الأعمال التي توصل إليها، وليعرف الجنة، من أجل أن يطمع في رحمة الله فيعمل الأسباب التي توصله إليها، قال تعالى: ﴿إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ ٤ فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠﴾ [الليل: 4- 10]، فكل ميسرٌ لما خُلِقَ له، فأهل النار ييسرون للنار، وبعملها يعملون، نسأل الله العافية، وأهل الجنة يُيَسرون للجنة وبعملها يعملون، فاسألوا الله الجنة، واستعيذوا به من النار.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلى آخر الخطبة.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد