×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 في وجوب شكر الله سبحانه

وتعالى على نعمه

الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، أسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً، وأمر بذكره وشكره، ونهى عن كفره، فقال سبحانه وتعالى:﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ [البقرة: 152].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد الشاكرين بالمزيد، وتوعد الكافرين لنعمه بالعذاب الشديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قام على قدميه الشريفتين حتى تفطرتا من طول القيام، وقال: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» ([1]) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروا نعمه عليكم ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ [فاطر: 3].

إن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعمٍ لا تُحصَى ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ [النحل: 18]، وإن هذه النعم لابد أن تُشكَر، حتى تستمر وتستقر، وحتى تكون عونًا على طاعة الله سبحانه وتعالى، أما إذا كُفِرَت وبُدِّلَت وغُيِّرت، فإنها تُبدَّل إلى شقاءٍ وبؤسٍ ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ [النحل: 112]،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1078)، ومسلم رقم (2819).