الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن هذا الشهر العظيم كله خيرات وبركات، فيه الصيام الذي هو أحد أركان الإسلام،
وفيه قيام الليل الذي هو أفضل أنواع الطاعات، فقد شرع فيه النبي صلى الله عليه
وسلم لكم قيام ليالي هذا الشهر بصلاة التراويح والتهجد، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ» ([1])، وقال: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ
قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2])، وقال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([3]).
ففي هذه الأحاديث الحث على قيام ليالي شهر رمضان المبارك، وأن لا يفرط فيه المسلم، ويذهب إلى الكسل وإلى مطامع الدنيا، ويترك صلاة التراويح مع المسلمين، ويترك المساجد التي هي بيوت الله، ويذهب إلى شهواته أو إلى أشغاله الدنيوية، مع أن صلاة التراويح لا تأخذ منه وقتًا طويلاً، ولا تعوقه عن مصالحه الدنيوية بل بإمكانه أن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1605)، وابن ماجه رقم (1327).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1802)، ومسلم رقم (760).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد