في القيام في رمضان في آخر الليل
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، خص شهر رمضان بفريضة الصيام، وفضيلة القيام،
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وصفاته وأسمائه
العظام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقام
شكرًا لله على قدميه الشريفتين حتى تفطرتا من طول القيام، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن قيام الليل في رمضان وفي غيره فيه أجر عظيم، وثواب جزيل، قال الله تعالى في صفة المتقين: ﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨﴾ [الذاريات: 17، 18]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ» ([1])، وتزداد هذه الفضيلة وتتضاعف في شهر رمضان، قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَا بًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([2])، وقال: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([3])، وقال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([4]).
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (1742)، والدارمي رقم (1757)، وأحمد رقم (8358) واللفظ له
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد