الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أن أسباب التشبه بالكفار كثيرةٌ جدًا، منها: السفر إلى بلادهم، فالإنسان إذا سافر إلى بلادهم ورأى ما هم عليه، فإنه يتشبه بهم، إلا من رحم الله، فالواجب على المسلم أن لا يسافر إلى بلاد الكفار إلا عند حاجةٍ لابد له منها، وإذا سافر فليعتز بدينه، وليتمسك بأخلاقه، ولا يدخل في عادات الكفار والمشركين.
ومن الأسباب: الاختلاط بين المسلمين والكفار، وذلك بقدوم الكفار إلى بلاد المسلمين بكثرةٍ، فليحذر المسلمون أن يتأثروا بهم، بل من الواجب على المسلمين أن يؤثروا عليهم، وأن يدعوهم إلى الإسلام.
ومن أعظم أسباب التشبه بالكفار: هذه القنوات الفضائية التي تجلب إلى بلاد المسلمين أعمال الكفار، ويشاهدهم المسلمون وهم في بيوتهم وفي قعر دورهم، يرون أخلاقهم وتصرفاتهم، ويرون انحلالهم وتفسخهم من الأخلاق، فيقلدونهم رجالاً ونساءً وأطفالاً، حتى إذا ظهر أهل البيت إلى الناس ظهرت عليهم آثار التشبه، إلا من رحم الله،
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد