الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، إنكم
تخطئون بالليل والنهار، ومن رحمة ربكم بكم أن فتح لكم باب التوبة كل وقت، ووعدكم
أن يتقبل منكم، وهو لا يخلف وعده، ومن رحمته: أن جعل لكم المواسم العظيمة؛ زيادة
في حسناتكم، وزيادة في أعماركم، فإن أعماركم قصيرة، ولكن الله جعل هذه المواسم
زيادة في أعماركم؛ لتتقربوا إليه فيها بالطاعات، وتخلصوا أنفسكم من الهلكات،
فاغتنموها، واسألوا الله أن يبلغكم إياها، وأن يعينكم على اغتنامها وأن يتقبلها
منكم، فلا تكونوا من الغافلين الذين تأتي عليهم هذه المواسم، وهم في غفلة معرضون،
وفي طغيانهم يعمهون.
فاتقوا الله عباد الله، وقدروا لهذه المواسم قدرها، واشكروا ربكم إذ وفقكم
لبلوغها، واسألوه أن يعينكم على الاستفادة منها.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... إلخ الخطبة.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد