التحذير من
الحسد والكبر
الحمد لله رب العالمين، يؤتي فضله من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، حث على الأخلاق الفاضلة، ونهى عن الأخلاق الذميمة، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى.
عباد الله: خصلتان ذميمتان قبيحتان،
حذر منهما الله ورسوله، ونفرت منهما الفطر القويمة، والعقول السليمة، ألا وهما:
الحسد والكبر.
فأما الحسد: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ
تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ
إِخْوَانًا» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم «إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ
يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ» ([2])، أَوْ قَالَ: «الْعُشْبَ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «دَبَّ
إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُْمَمِ قَبْلَكُمُ؛ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ» ([3]).
عباد الله: الحسد هو: تمني زوال النعمة عن المحسود، وأما إذا تمنى أن يحصل له مثل ما عند أخيه، فهذا ليس من الحسد، وإنما هو
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5719)، ومسلم رقم (2563).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد