الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا
لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا
أن: من حقوق المسلمين بعضهم على بعض: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا
يسعك إذا رأيت أخاك على معصية، أو على مخالفة، أو على ما لا يليق به، لا يليق بك
أن تسكت عنه، بل عليك أن تناصحه سرًا فيما بينك وبينه، وأن ترغبه في الخير، وأن
تحذره من الشر، هذا من حق المسلم على المسلم، تأمره بطاعة الله سبحانه وتعالى،
وتنهاه عن المنكر، فإن هذا من أعظم حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وهذا أعظم من أن
تعطيه الذهب والفضة والأموال الطائلة، فإن النصيحة وإن الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، من خير ما يبذله المسلم لأخيه المسلم.
وليس من النصيحة، لأخيك وليس من حقه عليك، أن تجامله وأن تسكت عن معصيته،
بل عليك أن تعالجه بالتي هي أحسن، وأن تدعوه باللطف واللين، وأن تدعوه بالرأفة
والرحمة؛ حتى يعلم أنك أخوه، وأنك مشفق عليه، بلا تعيير، وبلا تنفير، وبلا قسوة،
بل يكون ذلك فيما بينك وبينه وبالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن،
هذا من أعظم حقوق المسلمين بعضهم على بعض.
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد