فاتقوا الله عباد الله، وقوموا بما أوجب الله عليكم نحو إخوانكم المسلمين،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا:
لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ،
وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» ([1]).
فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا على حقوق إخوانكم، فكما أنك تطلب من إخوانك
الحقوق التي لك عليهم، فكذلك يجب عليك أن تبذل لإخوانك حقوقهم التي عليك، وإلا
فإنك تكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَيۡلٞ
لِّلۡمُطَفِّفِينَ ١ ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ
يَسۡتَوۡفُونَ ٢ وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو
وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ ٣﴾ [المطففين: 1- 3]، هذا يعم الكيل والوزن في الأطعمة والمكيلات والموزونات،
ويعم كذلك الكيل والوزن في الأمور المعنوية في حقوق المسلمين بعضهم على بعض، فكما
أنك تحب أن يوفوك حقوقك، فكذلك عليك أن توفيهم حقوقهم.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن خير الحديث
كتاب الله... إلخ الخطبة.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد