×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·       أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أنكم غدًا بين يدي الله موقوفون، وعلى أعمالكم محاسبون ومجزيون، وعلى تفريطكم نادمون ﴿وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ [الشعراء: 227].

قال صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ: يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([1])، وفي الحديث القدسي الآخر: أن الله سبحانه وتعالى يقول: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُه عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِن سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» ([2]).

فأول ما يجب على الإنسان: أن يعتني بالفرائض التي فرضها الله سبحانه وتعالى: ثم بعد ذلك يتقرب إلى الله تعالى بالنوافل، وأما من يتقرب بالنوافل ويضيع الفرائض فإنه لا ثواب له عند الله تعالى، وكل عامل


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2577).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6137).