الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن النوع الثاني من المفطرات
المعنوية التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، وأخبر أنها تجرح الصيام، وقد
تذهب بأجره كله، فيكون عليه التعب والجوع والعطش، وليس له عند الله أجر وثواب، ومن
هذه المفطرات المعنوية: الغيبة والنميمة وقول الزور والشتم والسباب، فعلى
الصائم أن يحفظ لسانه من الكلام المحرم؛ لأنه يجرح صيامه، ويخرق صيامه، حتى لو
سابه أحد أو شاتمه أحد، فإنه لا يرد عليه بالمثل، بل عليه أن يقول: إني صائم، قال
صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ:
إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» ([1]).
وكذلك على الصائم: أن يحفظ نظره عما حرم الله، فلا ينظر إلى ما حرم الله، فلا ينظر إلى النساء، ولا ينظر إلى الصور الخليعة، ولا ينظر إلى الأفلام التي تعرض على الشاشات الفاتنة، وفيها الصور، وفيها الدعارة، وفيها الشر الكثير، فعلى المسلم -خصوصًا الصائم- أن يجنب نظره عن هذه المرائي المحرمة؛ فإنها تؤثر على صيامه، وقد تجره إلى أن يقع في المحذور العظيم، وهو الجماع في نهار رمضان.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1795)، ومسلم رقم (1151).
الصفحة 1 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد